السؤال:
أنا متزوج منذ ما يقرب مِن عشرين عامًا، وزوجتي مُتدينةٌ، وجميلةٌ، وجمالُها جَعَلَها محطَّ أنظار مَن حولها مِن أقارب ونساء.
مشكلتي تكمُن في أنني أشكُّ في أنَّ لها علاقةً مع ابن أخيها! فهو يُكْثِرُ الاتصال بها ويُراسلها، وعمره 25 عامًا، غير متزوج، لكنني لم أهتمَّ كثيرًا بذلك، ولم أُعره اهتمامًا؛ لكون زوجتي عمته، وهو مَحْرَمٌ لها، ولعل جمالها يكون سببَ إعجاب ابن أخيها بها!
بدأ الشكُّ الحقيقي بعدما أخبرتْني الخادمة أنَّ زوجتي فتحت الباب لابن أخيها، وقَبَّلَها مِن فمِها، ثم خرَجَا وحدهما، وعادَا بعد ساعتين!
منذ ذلك الحين وأنا أُعاني الألَمَ والشَّكَّ في زوجتي، صارحتُها وقلتُ لها: إنني لا أرتاح لابن أخيك، ولا أريدك أن تذهبي معه إطلاقًا، فاستغربت الموضوعَ، وقالتْ لي: أنا عمته! وحدث خلاف صغير بيني وبينها.
وأنا أعيش الآن في دوَّامَةٍ من الشك، فأخبروني ماذا أفعل؟
الجواب:لقد نجحتْ تلك الخادمةُ عزيزي في أن تُوقِعَك في الوساوس التي يجب عليك ترْكها جملةً، ولا تلتفت إليها، ولكن لما أصغيتَ لها ازدادتْ، والذي يظهر أنك ظلمتَ زوجتك بتلك الشكوك التي ألقتْ بَذْرَتَها الخادمةُ، وسقاها كون زوجتك جميلةً، وأنها محَطُّ أنظار مَن حولها، ولكن نسيتَ أنها متدينةٌ، وعفيفةٌ، وهل يلزم أن تكونَ المرأة الجميلة غير عفيفةٍ؟! كان يجب عليك أن تكفَّ عن ظُنونك تلك لما رأيتَ تعجُّب زوجتك، واستغرابها كلامك، وعادة المتَّهَمة أن تكونَ ردة فعلها غير هذا، فاسأل نفسك: ما ذنبها أن يكونَ نظَر الخادمة قد اختلط عليها، أو يكون غرَضُها أن توقِعَ بينكما؛ كحال الكثير منهنَّ؛ حسدًا، أو حقدًا، أو غير هذا؛ فلهوى النفوس سريرةٌ لا تعلم، وكم مِن زوجٍ يَغار على زوجته مِن عَمِّها، أو مِن خالها، أو حتى من إخوانها، ويزين له الشيطان هذا الأمر ويُضَخِّمه، ويُصَوِّر له أشياء غير حقيقيةٍ؛ فدَعْ عنك كل هذا، وتذَكَّرْ قولك: إن زوجتك صاحبة دينٍ وخُلُقٍ، ولكي تبعد عنك نزَغات الشيطان، وتحسم مادته، نبِّهْ على زوجتك أن تكونَ حازمةً في تعامُلها مع ابن أخيها، ولا تتَبَسَّط معه كثيرًا، واطلبْ منها أن تقدِّرَ غيرتك تلك؛ نظرًا لشدة حبك لها، والظاهرُ أن زوجتك عاقلةٌ، وستُنَفِّذ ما تطلبه منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق