تحلق الكراسى المائلة حول المناضد المنشورة فى محيط المقهى بمنطقة وسط البلد، هذا المقهى الشعبى الواقع فى أحد الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير واحد من بين المقاهى التى يحبذ إسلام إبراهيم، ملحد، أن يلتقى زملاءه بها. «منطقة وسط البلد واحدة من أكثر المناطق ملاءمة للجلوس فيها، والمناطق الراقية أكثر من العشوائية هى الأنسب لتجمعات الملحدين» يبيّن إسلام سبب انجذابه لمقاهى وسط البلد دون غيرها.
«هدوء متقطع» يشير إسلام إلى حوادث متفرقة تحدث من آن لآخر أثناء وجوده بالمقهى، مواصلاً: «أحياناً يسترق أحد المجاورين لنا السمع عندما تلفت انتباهه كلمة «ملحد»، ومنهم من يفرض نفسه علينا متسائلاً: هو أنتم ملحدين؟ ليه؟ ومنهم من يتوجه لصاحب المقهى ويخبره بأن مقهاه به ملحدون» أمر قد ينتهى بإجبار أو اضطرار إسلام وصحبته لمغادرة المقهى فى الحال «وهذا أمر دائم التكرار».
«لا مانع لدىَّ من النقاش، لكن النقاش الآمن» يوضح إسلام الملحد سبب إحجامه عن النقاش مع الغرباء فى الشارع، مشيراً إلى أن «بعض الغرباء فى الشارع قد يتعرفون على أحد الملحدين المجاهرين، ويصرون على نقاشه، وإذا حاول الملحد الانسحاب قد يتعارك معه السائل».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق